kribaa, nassima (2008) توظيف الفنون في رواية ذاكرة الجسد لـ"أحلام مستغانمي". Masters thesis, université mohamed khider biskra.
|
Text
mmj237.pdf Download (2MB) | Preview |
Abstract
أرفع جزيل شكري مرحبة بلجنة المناقشة المحترمة المكونة من: الدكتور "أمحمد فورار" رئيسا للجلسة، والدكتور " بشير تاوريريت " مشرفا ومقرّرا ، والدكتور "بن غنيسة نصر الدين " عضوا مناقشا ، والدكتور "رشيد قريبع" أيضا عضوا مناقشا. كما أرحب بعائلتي، وأقاربي ،وزملائي الأفاضل ، كل هؤلاء جميعا أشكرهم على تلبيتهم دعوتنا لحضور هذه المناقشة العلمية بقسم الأدب العربي في جامعة محمد خيضر بسكرة. وأتمنى للجميع حضورا طيّبا، والعون من الله سبحانه، وتعالى في هذه المناقشة لبحثي الموسوم بـ: " توظيف الفنون في رواية ذاكرة الجسد - لأحلام مستغانمي -" يعدّ الأدب واحدا من الفنون الجميلة، كالرسم والنحت، والموسيقى ، والرقص ، والتصوير،إذ يشترك معها في ابتكار ماهو جميل من الصور التي تحدث في النفس تأثيرا جماليا، ومن المهم جدا أن نشير في هذا السياق إلى أنّ ما يميز الأدب عن سائر الفنون الأخرى هو قدرته على التميز عليها ، واستضافتها في العديد من أجناسه، وهذا مالا يتوفر في غيره من الفنون. وتعدّ رواية ذاكرة الجسد- لأحلام مستغانمي- من النماذج الأدبية التي اتسعت لتستضيف في ثناياها ثلاثة فنون هي: الشعر،الرسم، الموسيقى، ويقف هذا التعدّد الفنيّ في طليعة الدوافع الرئيسة في اختيارنا لهذه المدوّنة والاشتغال عليها. وثمة دوافع أخرى لاختيار هذا الموضوع نذكر منها: * عدم التطرق لمثل هذا الموضوع الذي يركّز عل توظيف الفنون في جنس من أجناس الأدب. * الاهتمام الشخصي بالكتابة الروائية النسائية الجزائرية خاصة روايات "أحلام مستغانمي" التي تستقطب أكثر عدد من المتلقيين والنقاد. * انتماء الرواية أو المدونة إلى عالم الأدب المعاصر وانفتاحها على زخم معرفي يحتاج إلى الكثير من القراءات النقدية اللانهائية. * احتواء الرواية على زمرة من الفنون كالرسم و الموسيقى والشعر. وقد كان البحث في هذا الموضوع منوطاً بجملة من التساؤلات التي حاولت الدّراسة إيجاد فرضيات لتفكيكها، ومن ثمّ الوصول إلى حلول، أو نتائج ومن بين الإشكاليات التي ينطلق منها البحث مايلي: * هل توجد صلة تربط الأدب بالرسم والشعر والموسيقى؟ * هل تتداخل الفنون ، وتتحاور فيما بينها؟ * ما مدى توفيق "أحلام مستغانمي" في تضمين روايتها لوحات فنية، ومقاطع شعرية، وأخرى غنائية؟ * ماذا أضاف التداخل بين فنّ "الرسم والشعر والموسيقى" للغة السردية؟ * في ظلّ هذا الحضور الفنّي في الرواية، هل حافظ كل فنّ على خصوصيته، وميزاته؟ * هل تؤسس"أحلام مستغانمي" لنوع جديد من الكتابة السردية تعتمد على حضور أنواع أخرى من الفنون؟ كلّ هذه التساؤلات حاول البحث الإجابة عنها من خلال عرضه لفصوله الأربعة التي تقدّم إجابات لما تقدّم من أسئلة وذلك وفقا للخطّة التالية: • مقدمـــة تضمنت التمهيد لموضوع البحث من خلال التطرق إلى انتماء الأدب إلى دائرة الفنون الجميلة و قدرته على التميز عليها ، واستضافتها في العديد من أجناسه. واحتوت المقدمة دوافع اختيار موضوع الفنون(الرسم ،الشعر،الموسيقى) وعلاقتها بالأدب، وسبب اختيار مدونة ذاكرة الجسد، ثم الفصول ،وما تحتويه،مع ذكر المناهج المتبعة في البحث وأهم المصادر والمراجع المعتمدة ،وأخيرا الصعوبات التي اعترضت سبيل البحث. 1- الفصل الأول: وهو عرض نظري حيث تطرقنا فيه إلى تعريف الفنّ وتصنيفاته(تصنيف آلان، تصنيف سوريـو، تصنيف جرين)، ثمّ عرض أشهر مدارس الفنّ الحديث والمعاصر(الكلاسيكية، الرومانسية، الانطباعية، الباربيزون، الواقعية، التجريدية، السريالية...) مع التعرض إلى مراحل عملية الإبداع، ثم تعريف التذوق الفنِّي وأبعاده، وخطواته. ثمّ تناولنا تداخل الفنون الموظفة في الرواية بالأدب انطلاقا من: *تداخل فنّ الرسم مع الأدب من خلال مدخل إلى فنّ الرسم ، وعناصره ثم حددنا الصلة بين الرسم والأدب. * تداخل فنّ الشعر مع الأدب؛ من خلال تقديم تعريف للشعر ،وأقسامه ، وصولا إلى تحديد الصلة بين الشعر والأدب. * تداخل فنّ الموسيقى مع الأدب؛ بتقديم تعريف للموسيقى مع تحديد خصائص الصوت الموسيقي وعناصره (الإيقاع، اللحن، الهارموني) ثم تحديد الصلة بين فنّ الموسيقى والأدب. وكان من بين نتائج هذا الفصل ما يلي: • الفنون في مجملها تعبّر عن رؤية الفنّان الشخصية، وتصوراته وهي تمنح الإنسان المتعة الجمالية من خلال التشكيلات المختلفة لكلّ فنّ على حدى فالرسم مادته الألوان، والموسيقى مادتها الصوت ، والأدب مادته الكلمات. • يعدّ فن الرسم تعبيرا صامتا عن أشياء صارخة، وانعكاسا غير مباشر للواقع ويعتمد على مجموعة من العناصر هي:(الخط، الشكل، الملمس، اللون، الظل والنور). • ثمة تداخل بين فنّ الرسم والأدب من حيث أنّ كليهما محاكاة يختلفان في المادة، لكنهما يتفقان في طبيعة المحاكاة ، وطريقتهما في التشكيل، كما أنّ كليهما يعتمد على الصورة الفنيّة التى يتركها اشتراكهما في عنصر الخيال، كما ظهر ما يعرف بالتبادل الفنّي بين الرسم والأدب ، إذ أصبحت القصيدة تتحدّث عن الرسم والرسامين، كما أنّ الرسام بإمكانه تحويل نصّ أدبي إلى لوحة فنّية. • لايمكن إعطاء تعريف شامل جامع للشعر؛ لأنّ كلمة شعر إذ أُطلقت أثارت في النّفوس عواطف متضاربة ومعاني عديدة. • يتداخل الشعر مع الأدب أو الشعر مع الرواية من خلال ما يسمى بـ" سردية القصيدة، وشعرية الرواية". • تعدّ الموسيقى فنّ الروح ترفع السامع وتجعله يطوف في أركان الجمال، وقد نشأت كفنّ مصاحب للغناء والرقص تعتمد على عنصر الصوت كتعبير وتشكيل جمالي بعناصره( الإيقاع والميلودي والهارموني). • تشترك الموسيقى مع الأدب في: أ- عنصر الصوت الذي يتجه مباشرة إلى العواطف. ب- التبادل الأدبي الموسيقي ، فالشاعر يؤلف قصيدة، يقوم الموسيقيُ بتلحينها وأدائها، كما تتوفر القصيدة على أوزان داخلية تدعى بـ " موسيقى القصيدة " . جـ- كلّ منها يتنوع فالأصوات تختلف في كليهما من خلال الطول، والقصر، والغلطة والرقة، والانخفاض، والارتفاع ، ومصدر الصوت. 2- الفصل الثاني: وعُنون بـ" توظيف فنّ الرسم في رواية ذاكرة الجسد" وهو فصل تطبيقي ضمّ شقين, شق نظري حول آلية قراءة وتحليل اللوحات الفنية من خلال وصف الرسالة، والمقاربة الإيكونولوجية، والمقاربة السيميولوجية، والشقّ التطبيقي تناولنا فيه قراءة اللوحات الفنية الموظّفة في الرواية من خلال أربع مباحث و تحليلها اعتمادا على: • المبحث الأوّل: تضمّن التحليل السيميائي للوحة "حنيـن" التي تمثل "قنطرة الحبال بقسنطينة" و ذلك اعتمادا على آلية تحليل اللوحات الفنية. • المبحث الثاني: تضمّن التحليل السيميائي للوحة "اعتـذار" التي تحمل وجه امرأة فرنسية. • المبحث الثالث: تضمّن التحليل السيميائي للوحة "أحـلام" التي تمثل قنطرة سيدي راشد بقسنطينة. • المبحث الرابع: تضمّن التحليل السيميائي لـ"إحدى عشر لوحة" تمثّل كلّها جسور مدينة قسنطينة. وكان من بين نتائج هذا الفصل ما يلي: • تعدّ عملية تلقي اللوحات الفنيّة، وتحليلها عملية صعبة تفرض على من يمارسها التسلّح بعدّة منهجية تمكنّه من المساءلة السيميائية لها. • اقترح " قدور عبد الهئ ثاني" في كتابه " سيميائية الصورة " آلية ممنهجة معتمدة على منهجية العالمين " بيروتات وكوكيلا " في كتابهما دلالة الصورة. • تخضع اللوحات الموظّفة في الرواية لنفس آلية تحليل اللوحات الفنية المستقلة،وذلك من خلال وصف الرسالة بتقديم المرسل والمرسل إليه، والرسالة، ثم المقاربة الإيكونولوجية، وصولا إلى المقاربة السيميائية. • لم يؤثر احتواء الرواية لفنّ الرسم على جماليات الرواية وخصائص فنّ الرسم إذ حدث انفتاح، وتحاور بين الفنين. • شكّلت لوحة" حنين " المحطة الأولى في الرسم، وقد ساعدت المساءلة السيميائية على بيان الدور الذي أدته هذه اللّوحة في الرواية من خلال تشكيلاتها الفنيّة، وألوانها، وسيماتها السيميائية اللّغوية وقد حضرت بنسبة (50.93%). • شكّات لوحة " اعتذار" قفزة انتقل بها خالد إلى نوع جديد من الإبداع، فساهمت بشكل مثير في التأثير على مجريات أحداث الرواية، وقد بلغت نسبة حضورها (06.21%). • لوحة "أحلام" كانت ثالث محطة رسم في الرواية، وقد حملت كماً من الدلالات والإيحاءات من خلال مجال الألوان، والأشكال،ومجال الدلالات اللّغوية المنهالة من الرواية حيث بلغت نسبتها المئوية(21.73%). • آخر تجربة إبداعية في الرواية كانت محطّة لرسم "إحدى عشر لوحة" تمثل أغلبيتها جسور قسنطينة، أسقط عليها خالد كل تناقضاته، وآلامه،وآماله، ومخاوفه، وأحزانه،وأفراحه، حيث تواردت هذه الجسور في متن الرواية بنسبة(21.11%). • بلغ توظيف فنّ الرسم نسبة كبيرة في الرواية وهي (40%) وقد خلّف هذا التوظيف آثارا جمالية،وفكرية في الرواية. 3- الفصل الثالث: وسم بـ " توظيف فنّ الشّعر في رواية ذاكرة الجسد". ويتضمن تمهيدا تعرضنا فيه إلى مفهوم التناص ونشأته، ومستوياته ثمّ مبحثين تطرقنا في الأوّل منهما إلى التحليل السيميائي لأشعار زياد الخليل التى اجتمعت في ستّ مقاطع شعرية. أمّا المبحث الثاني عمدنا إلى تحليل بقية الأشعار الموظفة تحليلا سيميائيا، وخلصنا من هذا الفصل إلى النتائج التالية: • تم توظيف فنّ الشعر في رواية ذاكرة الجسد عن طريق ما يسمى في الأدب بالتناص، حيث حدث تفاعل نصي بين الشعر والسرد في الرواية وكان هذا التناص من النوع الاجتراري. • تجاوزت "أحلام مستغانمي" بتوظيفها الشعري في الرواية نمطيّة اللّغة السردية وهو ما أكسب الرواية تميّزا على طول صفاحتها. • كشف التحليل السيميائي للمقاطع الشعرية عن كوامن ، ودلالات الكلمات الشعرية التي حملت أكثر من معنى ومغزى. أوجد الحضور الشعري في الرواية نوعا من الحوارية بين كلّ من الشاعر والرسام والروائي، فـ"خالد" الرسام في الرواية تذوق أشعار "زياد"، وحلّلها وقام بنشر مسوداته الشعرية في ديوان، و"أحلام" التي أدت دور الكاتبة الروائية، اهتمت هي الأخرى بأشعار" زياد"، وتذوقتها. • بلغت نسبة توظيف فنّ الشعر في الرواية (18.81%) ، وتوزعت هذه النسبة كالتالي: أشعار "زياد" بلغت(90.78%)، شعر "ابن باديس" بلغ (03.94%)، شعر "بدر شاكر السيّاب" بلغ (02.63%)، أمّا شعر "قيس بن الملوّح" فبلغ (02.63%) . 4الفصل الرابع: ووُسم بـ" توظيف فنّ الموسيقى في رواية ذاكرة الجسد ". وقد قُسم إلى مبحثين تناول الأوّل منهما الجانب النظري لأنواع الموسيقى الجزائرية، ورحلة الطرب الأندلسي من المشرق إلى المغرب، مع تعريف النوبة الجزائرية، وعناصرها (الدائرة، مستخبر الصنعة، التوشية، المصدّرات، البطايحات، الدرج، الانصرافات،الملخص). والشقّ الثّاني اختصّ بتحليل المقاطع الغنائية الموظّفة في الرواية. وخُتم الفصل بتقديم النتائج التالية: • وظّفت "أحلام مستغانمي" مجموعة من المقاطع الغنائية الجزائرية التي تنتمي في أغلبها إلى نوع المالوف القسنطيني. • كانت مقاطع المالوف القسنطيني الموظفة في الرواية من آداء المطـــرب " الحاج الطاهر الفرقاني". • حدث نوع من التواصل بين فني الرسم ، والموسيقى في الرواية ،من خلال اهتمام خالد الرسام بالأغاني الجزائرية ، وإعطائه لقراءته الخاصة لها. • بلغت نسبة توظيف فن الموسيقى في الرواية (03.21%) إذا كان حضور أغاني الفرقاني بنسبة (69.23%) أمّا الأغاني الأخرى فكان بنسبة (30.77%). كان لتوظيف فن الموسيقى أثرا كبيرا في دفع حركة السرد في الرواية، خاصة ما تعلق بالأحداث السياسية. و بعد ، فإنّي أرجو أن يكون هذا البحث قد أجاب عن جملة الأسئلة التي أُثيرت في المقدّمة، وأن يكون لبنة جديدة من لبنات البحث العلمي في مجال تداخل الفنون و تحاورها. وأخيرا أرفع جزيل شكري، وواسع امتناني للجنة المناقشة كلٌّ باسمه بداية برئيس الجلسة: الدكتور"أمحمد فورار"، والمشرف: الدكتور " بشير تاوريريت " ، والسادة أعضاء المناقشة: الدكتور " بن غنيسة نصر الدين "، جامعة بـسكرة ، والدكتور " رشيد قريبع" جامعة قسنطينة. والضيوف الكرام ، والزملاء الأجلاّء، والأقارب الأفاضل، كما أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يهب هذا العمل القبول والرّضى ، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم. و صلى اللّهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
Item Type: | Thesis (Masters) |
---|---|
Subjects: | P Language and Literature > PV Arabic |
Divisions: | Faculté des Lettres et des Langues > Département de langue arabe |
Depositing User: | Mr. M.W KH |
Date Deposited: | 11 Feb 2016 08:47 |
Last Modified: | 31 Jan 2018 13:36 |
URI: | http://thesis.univ-biskra.dz/id/eprint/2109 |
Actions (login required)
View Item |