تيار الوعي في رواية "على تخوم البرزخ" للكاتب "المحسن بن هنية"

خليل, سليمة (2009) تيار الوعي في رواية "على تخوم البرزخ" للكاتب "المحسن بن هنية". Masters thesis, UNIVERSITÉ MOHAMED KHIDER – BISKRA.

Preview

Text 277.pdf Download (1MB) | Preview

Abstract

في هذا البحث ،الذي أطّرته خطة منهجية انطوت على مقدمة وخاتمة توسطتهما ثلاثة فصول، كان الأول منها نظريا تمهيديا اخترنا عنونته بـ"تيار الوعي؛ الماهية والنشأة"،حيث دفعتنا الضرورة المنهجية في هذا الجزء وقبل التطرق إلى الجانب التطبيقي – إلى تبيان كل ما يتعلق بهذا النمط السردي، بدءا بتحديد ماهيته من خلال ضبط المصطلح في منبعه الأصلي؛ أي – علم النفس – وعند مكتشفه الأول العالم " وليام جيمسWilliam James"، بعدها انتقلنا إلى تعريفه منهجا سرديا حديثا في الأدب معتمدين في ذلك على آراء نقاد، غرب وعرب؛ ولأن تيار الوعي قد استعار مقوماته ومبادئه السردية من مناهل معرفية عديدة ،كان لزاما علينا أن نكشف عن الأسس النفسية والفلسفية التي استفادت منها الرواية التيارية، مثل مفهوم الزمن النفسي، والتداعي الحر، والأحلام، والشعور واللاشعور، ثم أردفنا هذا بالحديث عن تيار الوعي في الرواية الغربية بوصفها السباقة في اكتشافه والكتابة فيه من خلال ما أبدعه الكتّاب أمثال جيمس جويسJames Joyce، وفرجينيا وولفVirginia Woolf، وليام فوكنر William Faukknorمن روايات، وما ابتكروه من تقنيات مثل: المونولوج الداخلي، التشظي الزمني،التداعي الحر،الاستبطان،والتذكر،مع التركيز على أبراز أهم الخلفيات الفكرية والحضارية والاجتماعية التي انبثق منها تيار الوعي، إذ ليس هناك عمل يخلق من العدم، فالرواية التيارية عند الغرب تنّم عن تحول فكري وحضاري قبل أن تكون نتيجة فرضها التطور الإبداعي،بالانتقال من نمط سردي معين إلى نمط آخر . ثم ذهبنا إلى الحديث عن تيار الوعي في الأدب العربي وكيفية انتقاله إلى الرواية العربية، وأبرز الكُتّاب الذين أبدعوا فيه. بعدها انتقلنا إلى الفصل الثاني، الذي كان تطبيقيا سعينا من خلاله إلى الولوج إلى الكتابة السردية لدى الكاتب، وذلك بدراسة أهم فنيات تيار الوعي السردية في الرواية بدءا بالرؤية السردية المهيمنة على النص، من خلال عنصري الضمائر والشخصية المحورية،ثم تطرقنا إلى الزمن النفسي، الذي قسمناه أيضا إلى زمن التذكر والزمن المطلق أو زمن الحلم، بعد هذا يأتي الحديث عن المونولوج الداخلي بوصف الرواية مثّلت حديثا نفسيا طويلا، وهي تقنية حاضرة بقوة في رواية تيار الوعي، وختمنا الفصل بآلية الحلم والهذيان، وكلها إجراءات قامت عليها الرواية . أما الفصل الثالث فأردناه أن يكون راصدا لأهم السمات والمؤشرات الأسلوبية، الموظفة في الرواية مثل التناص وأسلوب التكرار والأسلوب الشعري وإن كانت هي إجراءات حاضرة في الأنماط السردية الأخرى- لذا سعينا إلى أن نبين خصوصيتها في رواية تيار الوعي – من خلال المدونة، وأخيرا ذيلنا البحث بخاتمة أجملنا فيها أهم النتائج المتوصل إليها.ولأن البحث العلمي تساؤل مستمر ، فقد ختمنا العمل كلّه بطرح إشكال قد يفتح أفاقا أخرى للدراسة والاستقصاء . أما المنهج النقدي المتبع – فإننا نقول " أن بحثنا لم يتقيد بمنهج معين بل مازج وزاوج بين مناهج شتى، منها الإجراء الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي وبخاصة في الفصل النظري، أما الدراسة التطبيقية فقد استفادت من الإجراءات النظرية الأسلوبية،وذلك من خلال استنطاق البنية السردية للرواية (على تخوم البرزخ) ، ورصد أهم الظواهر الأسلوبية الموظفة فيها. وما كان لهذا البحث أن يتم ويستقيم لو لم تتغذ مادته من مصادر ومراجع أكسبته المصداقية والعلمية،كان أهمها: - كتاب تيار الوعي في الرواية الحديثة لروبرت همفري، ترجمة : محمود الربيعي . - تيار الوعي في الرواية العربية الحديثة – دراسة أسلوبية- لمحمود غنايم. - جماليات اللغة في القصة القصيرة – قراءة لتيار الوعي في القصة السعودية – لأحلام حادي. - دراسة في روايات نجيب محفوظ الذهنية لمصطفى التواتي . إضافة إلى بعض المقالات والدراسات تعرضت للرواية منها القراءات المذكورة، وقراءة الأستاذين عبد الرحمان تبرماسين وعلي رحماني بعنوان " على تخوم البرزخ بين تعدد القراءة وتعدد المعنى "، دون أن ننسى تقديم الناقد التونسي بوجمعة شوشة" الذي خص به الرواية ،هذه المراجع وغيرها أنارت درب البحث وأغنت مادته. وقد اعترضت سبيل هذا البحث صعوبات جمة نذكر منها: - صعوبة الموضوع في حد ذاته وتشعب مادته؛لاتصالها بحقول معرفية أخرى (الفلسفة وعلم النفس). - تباين آراء النقاد في بعض الإشكالات التي تخص المصطلح (تيار الوعي) نوعا سرديا في الأدب من جهة، وبين المصطلح نفسه تقنية فنية تجسد هذا الأدب. - قلة المصادر والمراجع المتخصصة بخاصة البحوث والدراسات الأكاديمية التي يمكن اتخاذها أنموذجا للتحليل والدراسة وذلك؛ لأن هذا النوع من الأدب متأخر الظهور. في الأخير لم يبق لي إلا أن أتقدم بجزيل الشكر وفائق الامتنان والاعتراف للمشرف الدكتور بن غنيسة نصر الدين الذي تابع هذا العمل مذ كان فكرة إلى أن استوى على سوقه، فكان المرشد الأمين، والسخي الكريم، الذي ما ضن بعلمه وتوجيهاته التي صوبت أخطاءه وقومت اعوجاجه، فتقبّل مني أستاذي فائق الاحترام والتقدير. دون أن أنسى أستاذي ومشرفي الأول، الدكتور المرحوم" زغينة علي " الذي اختار مدونة هذا البحث، داعية له بالرحمة، وأن يدخله الله جنّة الفردوس.

Actions (login required)

View Item