التماسك النصي بين النظرية والتطبيق-سورة الحجر انموذجا

لحمادي, فطومة (2004) التماسك النصي بين النظرية والتطبيق-سورة الحجر انموذجا. Masters thesis, UNIVERSITÉ MOHAMED KHIDER – BISKRA.

[img]
Preview
Text
140.pdf

Download (1MB) | Preview

Abstract

إن اللغة المنطوقة و المكتوبة من أهم وسائل الاتصال و التواصل بين بني البشر، و من ثم فقد حظيت بنصيب وافر من الاهتمام والدراسة منذ زمن طويل وظهرت مدارس لغوية عديدة، كانت أحدثها المدرسة النصية، التي دعت في تحليلاتها النظم التي اتبعها المدارس الأخرى و التي كان اهتمامها منصبا على الجملة بوصفها الوحدة اللغوية الكبرى فتجاوزتها لتصل إلى وحدة اكبر متمثلة في النص لما شملته من نقائص إذ لا يمكن دراسة المعنى منفصلا عن سياقه اللغوي المتمثل في البنية اللغوية الكبرى "النص". ونظرا لتعدد المفاهيم الخاصة بنظرية نحو النصوص وكثرة تشعباتها وروافدها كونها تستمد مادتها من علوم مختلفة ،هذه الأخيرة التي تعتبر النص وثيقة تقوم بدراستها من جوانب متعددة، الشيء الذي لم يمكن العلماء و الباحثين من صياغة نظرية نصية ثابتة ومتينة على الرغم من المحاولات الجادة التي قام بها بعضهم أمثال :قانديكVANDIJK وفاينريش VANRISHوبيتوفي BETOVIEو غيرهم، مما أدى إلى ندرة الأعمال النصية خاصة في المكتبة العربية، ونظرا للحاجة الماسة للتعريف بهذه النظرية وتأصيلها ،ثم تحليل أقدس النصوص العربية تحليلا نصيا معاصرا يساير ما وصلت إليه هذه النظرية من تحليل نصي معاصر؛ لأننا من خلال تتبعنا للنظرية النصية وجدنا أن التحليل النصي في المجال التطبيقي في الإسهامات الغربية خاصة لم تتعد النصوص الصحفية أو المقالات أو هي من قريحة مؤلفي هذه الكتب، فكانت الحاجة القصوى إلى اختيار نص أدبي راق –وهل غير النص القرآني يتصف بإعجاز الكلمة و السورة و الأسلوب؛ إنه كما عبر عنه المفسرون بأنه "كالكلمة الواحدة"( ) رغم نزوله في أوقات مختلفة و في أمكنة مختلفة -الشيء الذي يعبر عن معنى البنية الكلية. ولما كان التطور من سنن الحياة و مواكبة ركب هذا التطور في غير انفصال عن الموروث القديم تعد من الواجبات المنوطة بالباحثين لكشف النقاب عن الإسهامات القديمة والحديثة لتقديم نظرية متكاملة حرصنا أن نختار سورة قرآنية تعبر عن قضية كبرى وهي قضية العقيدة من خلال سورة الحجر في إنذار المشركين على عدم إسلامهم وعبادة الإله الواحد القهار وذكر البعث ودلائل إمكانه وخلق الإنسان وذكر قصة إبراهيم ولوط عليهما السلام وأصحاب الأيكة كل هذه الأغراض والمواضيع تصب في بوتقة واحدة تتمثل في قضية العقيدة. والإشكالية التي تطرح نفسها هي ما طبيعة هذه النظرية؟ وما أهدافها؟ وكيف يمكن تحليل النصوص من خلالها ؟ وكيف اعتمدت التماسك والانسجام أساسين مميزين بين النص واللانص؟ وما هو الجديد الذي أسهمت به دون غيرها من المدارس السابقة؟ وهل هناك جذور لها في التراث العربي؟ وغيرها من الأسئلة التي تساهم في فك شفرة النص بصورة عامة، والنص القرآني بخاصة عبر التحليل النصي المعاصر. واختيارنا لعنصر التماسك النصي محورا للدراسة كان نتيجة كونه محورا للدراسات النصية والمدار الذي تدور في فلكه جل نظريات التحليل النصي؛ فعلى أساسه تبني علاقة الكلمة بما جاورها وعلاقة الجملة مع الجمل الأخرى، وهكذا لنصل في الأخير إلى بناء نص كلي أو بنية كلية ذات ترابط وثيق على المستوى الشكلي من خلال الضمائر الإشارية والموصولية وعلاقات الاستبدال بين الكلمات المختلفة أو الجمل والتكرار ،والحذف وغيره من الأدوات التي تحقق التماسك بين أجزاء النص على المستوى الدلالي من خلال اعتبار النص وحدة دلالية كبرى تتألف من وحدات دلالية جزئية تتآلف فيما بينها لتكون الدلالة الكلية للنص. إذن هناك تماسك شكلي وتماسك دلالي دون أن نغفل جانبين هامين في الدراسات النصية هما السياق والتناص من خلال ذكر قصص داخل السورة ليتلاحم مع موضوع السورة الأساسي وعنوانها ،لتحقيق الهدف منه فلم يكن هذا الاستدعاء للقصص لذاتها بل لموضوعها وكيفية إسهامها في ترسيخ ما تهدف السورة إليه ولم نهتم بجانب ترتيب الخطاب وموضوع الخطاب لأنها تندرج ضمن عنصر آخر من عناصر التحليل النصي والمتمثل في الانسجام(COHERENCE )؛لأنه "يصرف الاهتمام جهة العلاقات الخفية التي تنظم النص وتولده بمعنى تجاوز رصد المتحقق فعلا " أو غير المتحقق" أي الاتساق إلى الكامن " الانسجام "( )لهذا كان سعينا إلى دراسة المتحقق فعلا وليس صدى الكامن من خلال التأويل الذي يعد من أعقد المسائل وخاصة في النص القرآني. و قد اعتمدت تقسيم الدراسة إلى مستويات ليس من باب الفصل القطعي بينها ؛لأن هذه الدراسة النصية تكمن في وحدة الدلالة والبنية الكلية للنصوص، وإنما التقسيم استدعته الحاجة إلى التمييز بين أنواع أدوات التماسك النصي أو إلى المستوى الدلالي، فبعضها ينتمي إلى المستوى النحوي كالضمائر والاستبدال والتوابع ،وبعضها ينتمي إلى المستوى المعجمي كالتكرار والمطابقة ورد العجز على الصدر،وبعضها الآخر ينتمي إلى المستوى النحوي والدلالي كالحذف وغيره ،وكلها تتآزر وتتآلف لتنصب في البنية الكلية للنص وتعبر عن دلالتها الموحدة، وقد رأيت أن أدعم أدوات التماسك النصي وذلك لتأكيد مدى أهميتها في تلك السورة . أما المنهج المتبع فهو المنهج الوصفي التحليلي ؛لأنه لا يمكن البدء بالتحليل دون الوصف، فيجب توضيح مكونات النص ابتداء من الجملة الأولى ثم بيان الموضوعات التي تناولها النص، وإدراج الدراسة الإحصائية تحت إطار الوصف من حيث بيان الروابط الموجودة في النص حتى نصل إلى بيان وظيفة هذه الروابط حينئذ يبدأ التحليل النصي الذي لا يعتمد على الروابط الموجودة بين أشتات النص الداخلية فقط، بل يتعداها إلى الروابط الخارجية. إلا انه يبين وظيفة هذا السياق في تفسير أبعاد النص دون إغفال دور القارئ أو المتلقي أثناء عملية التفكيك أي القراءة للنص وقد قسمت بحثي هذا إلى بابين، الباب الأول نظري والثاني تطبيقي. الباب الأول نتناول فيه الحديث عن التعريف بالنص و لسانيات النص وأهم المصطلحات التي أفرزها هدا العلم ،ثم نعرض في الفصل الثاني لأهمية التحليل النصي ،و طبيعته عند القدماء.ولما كان التماسك النصي أهم مظاهر التحليل النصي ،بل هناك من رأى أنه القضية الأساسية في التحليل النصي ،أفردنا له فصلا كاملا موسوما ب التماسك النصي عرضنا فيه مفهومه وأهميته،ثم الصلة بين مصطلحات التماسك والسياق والمتلقي التي تعد من أهم ركائز الدراسة النصية ،وكيف أن كل عنصر لا ينفصل عن الآخر. وفي النهاية عرضنا لأهم الأدوات التي تسهم في التماسك النصي ،ولما كان التأصيل في حاجة إلى ذكر جذور هدا التحليل في التراث العربي و خصصت العنصر الأخير من الفصل الثالث لنظرة القدماء للتماسك النصي ثم يأتي الباب الثاني من الدراسة فكان عنوان الفصل الأول منه هو المستوى المعجمي الذي اندرجت ضمنه عناصر كالتكرار ورد العجز على الصدر والمطابقة وذيلت كل عنصر بالتحليل النصي المعاصر للسورة بمنظور لسانيات النص. ويأتي الفصل الثاني ليعالج إسهام الضمائر والتوابع والحذف بوصفها من أدوات التماسك النصي .أما الفصل الثالث فقد خصص للمستوى الدلالي الذي ذكرنا فيه أداة على درجة كبيرة من الأهمية في تحقيق التماسك النصي، ولها دور واضح في التحليل النصي، ومع ذلك لم يذكرها علماء النص والمتمثلة في المناسبة، وهذا يرجع لطبيعة النصوص التي قاموا بتحليلها، وهذه الأداة نالت اهتماما كبيرا من طرف العلماء العرب أمثال الرازي والسيوطي غير أنهم لم يضعوها في صورة نصية كاملة . وقد قسمنا الفصل الثالث إلى عناصر تندرج ضمن أنواع المناسبة. وفي الأخير نقول إن قلة المراجع والدراسات النصية في المكتبة العربية صعب علينا مهمة البحث لكن بفضل إصرارنا وإيماننا بنبل الرسالة التي نؤديها ومؤازرة المشرف لنا تمكنا من الاستمرار في البحث للوصول إلى إخراجه إلى النور لهذا لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأستاذ المشرف الدكتور محمد خان أستاذ علوم اللسان وعميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة بسكرة ،فله منا جزيل الشكر والامتنان على المجهودات التي بذلها لقراءة المذكرة وتصحيحها وتقويمها برأيه السديد ،فجزاه الله عنا خير الجزاء. وما توفيقي إلا من الله وبه المستعان

Item Type: Thesis (Masters)
Subjects: P Language and Literature > PV Arabic
Divisions: Faculté des Lettres et des Langues > Département de langue arabe
Depositing User: BFLLA
Date Deposited: 23 Apr 2018 07:49
Last Modified: 23 Apr 2018 07:49
URI: http://thesis.univ-biskra.dz/id/eprint/3531

Actions (login required)

View Item View Item