الخـطاب الشعــري عنـد محمـد المـاغـوط »دراســة تحليليــة مـن منظــور لسانيـات النـص«

سعدية, نعيمة (2010) الخـطاب الشعــري عنـد محمـد المـاغـوط »دراســة تحليليــة مـن منظــور لسانيـات النـص«. Doctoral thesis, UNIVERSITÉ MOHAMED KHIDER – BISKRA.

[img]
Preview
Text
297.pdf

Download (3MB) | Preview

Abstract

لسانيات النص علم حديث بكر ظهر أواخر الستينات، يدرس النصوص المنطوقة والمكتوبة – على حد سواء- دراسة لغوية، كونها الوحدة اللغوية الأكبر، التي يمكن لها أن تخضع للتحليل، لتقوم عليه مجمل الدراسات والنظريات اللغوية الحديثة، ذات الميلاد الغربي، لعلّ جذورها الأولى تعود إلى إسهامات البلاغة اليونانية أولا، وما أفرزته البنيوية وما بعد البنيوية ثانيا، وربما الشعرية والأسلوبية ثالثا. وقارئ الكتب العلمية لهذا المجال، سيلاحظ اضطرابا؛ من حيث المصطلح، ومن حيث التعامل والممارسة، وحتى إطار الدراسة، في الدراسات الغربية. و قد انتقل هذا العلم إلى الدرس العربي بوساطة الترجمة؛ فيجد القارئ في الكتب المترجمة انعكاسا رهيبا لانعدام المصطلح الموحد. وكذلك في الدراسات العربية-النظرية منها والتطبيقية- التي نسبت إلى هذا المجال بقوة المصطلح أو سلطة قصد مؤلفها، فيتحسس اضطرابا وتلونا في تناول مصطلحات وقضايا لسانيات النص، وذلك يرجع لأسباب عديدة. ولعلنا نجد في أراء بعض النحويين والبلاغيين العرب القدامى أمثال الجرجاني ، العسكري، بن الأثير ، وابن خلدون، بعض الملامح اللسانية النصية، أين تقاربت مع بعض مفاهيمها وتجاذبت بعض مصطلحاتها. وتأسست لسانيات النص على موضوع رئيس قامت عليه مجمل نظرياتها، وهو النص الذي لم يجد الإجراء الواحد في مجمل الكتب، لأنه كان دائما طرفا في الميزان مع مصطلحات أخرى : الكلام، الملفوظ، الجملة، الرسالة،..الخ؛ ليتأسس موضوعا ذا استقلالية نسبية، تمنحه تداخلا وتفاعلا مع مجمل هذه المصطلحات. الأمر الذي دفع الدارسين إلى تحقيق مشروع النصية أو النص النموذج-في سبيل تحديده- وهو مسعانا في هذه الدراسة؛ إذ نحاول مقاربته- تعريفا وإجراء- على ما أفرزته الذهنية الإبداعية للشاعر العربي السوري المعاصر محمد الماغوط، من خلال مجموعته الشعرية الكاملة. وقد قادنا هذا المسعى إلى محاولة تبويب وتنظيم هذا المشروع النصي، الذي تفضل به كل من الباحثين "روبرت قراند، و دريسلر" ؛ باعتباره خلاصة لأبحاث سابقة شكلت نظرية شبه شاملة ومنتظمة؛ فوجدنا الحذف والوصل والتكرار والتوازي وربما غيرها، آليات تساهم بشكل فعال في ترتيب النص وتنظيمه، حتى يخرج على الهيئة التي يقرأ بها متسقا ذا حظ كبير من الترابط الشكلي. كما نرى النص الشعري إستراتيجية إحالية أو بنية إحالية ضخمة، كل عنصر فيها يحيل إلى عنصر آخر ، سواء ذكر أم لا ؛ فكانت الإحالة بعناصر لغوية في نصوص شعر الماغوط تعود سابقا أو لاحقا إلى عناصر لغوية ذكرت، كذلك، في هذه النصوص محققة بالضمائر، والعلاقات الدلالية (الإجمال والتفصيل/ العموم والخصوص/ التضاد/ النسبية...الخ). كما كانت "الإحالة" بعناصر لغوية إلى عناصر غير مذكورة تمثلت حسب رأينا في عالم المقام (الزمان- المكان- الأنت...الخ)، و التي وجدناها مؤشرات لغوية شكلت سوادا أعظم في الديوان، من جهة، كما تحققت بآلية التناص، الذي يعمل على عود نص إلى نص آخر، قد تصل له ذاكرة القارئ، وقد يستسلم أمامها ، ويسلم بعجزه، ليعلن النص انتصاره كفسيفساء نصية متميزة في ديوان الماغوط. وفي إطار " بلاغة الخطاب والبنيات العليا"، فيه تظهرها زمرة دموية واحدة في جسد الديوان الشعري؛ فكانت الأولى هي البنية المعلوماتية، التي تحقق بأطر إخراج معينة، وهياكل مميزة وموضوع خطاب بارز يعلو كل هضبة من هضاب الديوان، والذي تجسده البنية الكلية، بطريقة أو بأخرى، وفق ما تملك من قواعد بنائية (الحذف- الاختيار- الإدماج- البناء) ، لتتفاعل هذه البنيات العليا مع بنيات أخرى تتعلق بالذات الشاعرة وما تحوي من مقاصد، في هذا المجال الجغرافي الرحب، و بمنتهى القصدية. وقصدية الذات الشاعرة لا بد لها وأن تتفاعل مع قصدية القارئ ليعبر عنها في بنية عليا أخرى، أين يكون القارئ مطالبا بتحديد مدى مقبوليته للنص قيد القراءة، ولعل من ابرز النصوص العليا في الديوان والتي تستفز القارئ، أمام هذه المطالبة هي " البنية الإستعارية الكبرى" ؛ إذ لا بد للقارئ أنّ يقرأ هذا التعالق الإستعاري ويحاول فهمه لا رفضه؛ يمنحه درجة من المقبولية، أمام روح المجاوزة الذي يتنفسها هذا التعالق. وكل ذلك، إيمانا منّا ، بأن النصية كأهم مباحث لسانيات النص، هي نظرية نسبية جامعة، لا ندع تطبيقها بشكل حرفي على مجمل النصوص، وإنما هي نظرية تبحث في مجال إجرائي تنمو فيه مباحث وتجهض أخرى حتى تكون طيعة مرنة تسمح لأي نص بالطيران في فضائها، لتشكل نصا على نص في مجالها.

Item Type: Thesis (Doctoral)
Subjects: P Language and Literature > PV Arabic
Divisions: Faculté des Lettres et des Langues > Département de langue arabe
Depositing User: BFLLA
Date Deposited: 23 Apr 2018 07:55
Last Modified: 23 Apr 2018 07:55
URI: http://thesis.univ-biskra.dz/id/eprint/3562

Actions (login required)

View Item View Item