Massoud, Khalil (2008) ديوان اللهب المقدس لمفدي زكريا - دراسة سميائية -. Masters thesis, Université Mohamed Khider Biskra.
|
Text
lettre_m6_2008.pdf Download (161kB) | Preview |
Abstract
اعتمد الدارسون قديما في تحليل النصوص الأدبية على الجانب المتعلق باللغة؛ لأنها وعاء الأفكار ومستودع الدلالات، وبتوسع الآفاق المعرفية والتحاور مع الثقافات الإنسانية أخذ المحللون – حديثا- يشركون أدوات عدة تساعد على فهم النص واكتشاف أسراره، فاهتموا – زيادة على اللغة- بسائر الأصوات والمسموعات والألوان والمحسوسات والمصاحبات السياقية وجميع العلامات التي تحمل دلالة ما، وجعلوا منها جميعها شركة متعاونة في تفكيك بنيات النص المتلاحمة وفي التعرف على المعاني التي قد لا تبوح بها العلامات اللغوية. وعرفت هذه التحليلات بالدراسات السيميائية، فصار تحليلهم أعمق وأوسع، وصار كذلك أقدر على تقديم تأويلات متنوعة وقراءات متجددة، يسهم من خلالها المتلقي في إبداع النص، وأصبحت القراءات السّيميائية اكتشافا لحضارة النص ، ومساهمة في تقديم حلول لإشكالات إنسانية كبيرة. من أجل هذا عزمت على تقديم تحليل في هذه السبيل؛ أملا في الوصول إلى درس أشمل وأثرى. واخترت مدونة "اللهب المقدس"، وإن كان هذا الديوان قد تُنوول في دراسات فنية أدبية أو دراسات دلالية، فإنه لم يُتناول – في حدود ما أعلم- من الجانب السيميائي، ولأنّ الشاعر قدّم من خلاله صورا عن الأنا والآخر، وهي ثنائية تحتم الحوار بين حضارتين، ليصل الجميع إلى كلمة سواء في احترام حرية العقيدة والتفكير والتعايش السلمي، ثمّ لتعلّقي بشعر مفدي زكريا، فالمرء يديم النظر فيما يحب، لعله تنفتح لي من خلاله أبواب قراءة أستفيد منها وأقدمها لغيري من طلبة العلم. ورحت أبحث عن إجابات لأسئلة متعلّقة بروح النص وشكله: - ما هي السمات العامة في ديوان اللهب المقدّس؟ - ما هي السمات الخاصة بمفدي زكريا الشاعر الإنسان؟ - ما هي أهم العناصر، في تركيبة النص، التي تعد ملامح سيميائية تميّز هذا الدّيوان عن غيره؟ - هل استطاع الشاعر تجلية الغشاء عن الأنا، ليراه الآخر على حقيقته غير منقوص ولا مشوّه؟ - إلى أيّ مدى استطاع الشاعر أن يقارب بين حضارة المسجد وحضارة الكنيسة؟ وقد قسمت هذا البحث إلى مدخل وفصلين، أما المدخل فتحدث عن المقاربات السيميائية، قدمت من خلاله وجهة نظر اللغويين العرب القدامى لعلم العلامات (السيمياء)، ثم بينت نصيب هذا العلم في الدراسات العربية الحديثة ومبلغ تقبلها له، ثم عطفت الحديث على علم السيمياء عند اللسانيين الغربيين. وأما الفصل الأول فخصصته للعتبات النصية، وقسمته قسمين: - العنوان: بوصفه أهم عتبة، ولأنّه بطاقة هوية لما يتبعه - الغلاف، التدبيج والصور: وهي من العتبات الضرورية لفهم النص، فهي من ألصق ملابساته وأظهرها، وأكثرها جذبا وإمالة للمتلقين. وتحدث الفصل الثاني عن جماليات البناء النصي، وقسّمته قسمين: - التناص: الذي ظهر بشكل لافت عند الشاعر، ويعد من عناصر التحليل السيميائي، التي تحاول تحديد اتجاهات الشاعر وأصوله التي ينطلق منها في التعريف بحضارته وطرح البدائل. - ملامح المكان، الأصوات، الألوان والرموز: فقد كان حضورها بينا محملا بدلالات سيميائية، محرفة عن الدلالات الطبيعية والمألوفة. وختمت الدراسة بخاتمة تلخص أهم النتائج التي توصل إليها البحث. وتبعا للخطة المذكورة كان نهج الدراسة المنهج السيميائي الوصفي التحليلي، فالوصف خص المدخل، وصف آراء أهل اللغة من العرب وغيرهم، أما التحليل فخص الفصلين التطبيقيين، ولا يكاد التحليل ينفصل عن الوصف، والمعتمد في ذلك كلّه المنهج السيميائي وتتبع العلامات الدّالة. ولما توفر لي: البيان والتبيين للجاحظ، العلاماتية وعلم النص لمنذر عياشي، اتجاهات البحث اللساني لميلكا إيفيتش، السيميائية -مدرسة باريس لجان كلود كوكي، دينامية النص تنظير وإنجاز وتحليل الخطاب الشعري (إستراتيجية التناص) لمحمد مفتاح، تأملات، الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، المسلم في عالم الإقتصاد لمالك بن نبي، الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام لعباس محمود العقاد، الاتجاه السيميائي في نقد الشعر العربي لغريب اسكندر، دليل الناقد الأدبي لميجان الرويلي وسعد البازغي، أعمال الملتقيات (الأول، الثاني، الثالث، الرابع) السيمياء والنص الأدبي (قسم الأدب العربي- جامعة بسكرة)، فقد توفر للبحث ما ييسر التزود بالمادة المعرفية، التي لم يكن جمعها عسيرا، بل صعبا، لكن الصعوبة تكمن في قلة الأعمال التطبيقية السيميائية المتعلقة بالنص الشعري، وإن وجدت فهي تهتم بالشكل؛أي بتطبيق آليات السيمياء على النص، فجعلت النص وسيلة لا غاية، إلا أن أساتذتنا بذلوا جهودا موصولة في التعريف بقيمة النص وجعله هدف الدراسة( في الملتقيات والمناقشات العلمية) أشكرهم جميعا شكر المعترف بالفضل، وأخص بالذّكر الأستاذ المشرف الدكتور جودي مرداسي والدكتور نصر الدين بن غنيسة، والدكتور عبد القادر دامخي، فقد كان لهم عليّ فضل في إنجاز هذا البحث، وإنّ شكرهم فرع عن شكر الله تعالى فـ "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" أحمده سبحانه على ما أعان وعلم، فالله خير عونا وتعليما. وبعد، فإنه إن غلبت حسناتي سيئاتي في هذا البحث فذلك ما أرجو والحمد لله أهل الفضل والإنعام، أما إن ظهر ما لا يسر العين الخبيرة من اضطراب في المادة أو عوج في السبيل، بعدما أفرغت ما في وسعي، فحسبي – عندها- تأساة قول الشاعر: لا تلم كفي إذا السيف نبا صح مني العزم والدهر أبى ربّ ساع مبصر في سعيه أخطأ التوفيق فيما طلــبا والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
Item Type: | Thesis (Masters) |
---|---|
Subjects: | P Language and Literature > PV Arabic |
Divisions: | Faculté des Lettres et des Langues > Département de langue arabe |
Depositing User: | Bouthaina Assami |
Date Deposited: | 09 Nov 2014 11:59 |
Last Modified: | 09 Nov 2014 11:59 |
URI: | http://thesis.univ-biskra.dz/id/eprint/722 |
Actions (login required)
View Item |