التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية من خلال كتاب إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس

لحميدي, لعمري (2011) التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية من خلال كتاب إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس. Masters thesis, Université Mohamed Khider Biskra.

[img]
Preview
Text
مذكرة ماجستير لعمري لحميدي.pdf

Download (1MB) | Preview

Abstract

يندرج موضوع رسالتي ضمن الدراسات التي تجمع بين ميداني القراءات القرآنية و النحو ، و الحقيقة أن بين هذين الميدانين فروقاتِ عميقة ، فالقراءات أقرب ما تكون إلى تقليد شفهي متوارث ، عماده الذاكرة التي تحفظ صور أداء النص القرآني و تنقلها من جيل إلى جيل ، أما النحو فعلم معياري ، يتقوّم بجملة من القواعد التي تسمح إذا ما أسقطناها على نص ما بالحكم عليه من حيث مبلغ صحته اللغوية . و إذا كان من الضروري التمييز في كل بحث بين الموضوع الذي هو المادة مناط النظر، و بين الأداة التي هي الوسيلة التي يتم بها هذا النظر، كان لزاما علينا الانتباه إلى أنه في المدونة مدار بحثنا هذا و هي " إعراب القرآن " لأبي جعفر النحاس ، تأخذ مادة القراءات منزلة الموضوع ، فيما أداة النظر هي المفاهيم المستمدة من النظرية النحوية التقليدية ، إن نتاج هذه العملية و نعني به التوجيه اللغوي للقراءات هو موضوع بحثنا ، بقي علينا أن نعرف أداته ، لنقل جوابا عن هذا المطلب أن أداتنا ذات طبيعة لغوية بدورها ، تتميز بأننا جمعنا فيها بين المفاهيم التفسيرية التي تنتمي إلى النحو التقليدي و بين مفاهيم هي نتاج لعلم اللسان الحديث دون أن نكون قد تقيدنا في ذلك بمدرسة بعينها ، وإنما كنا نقتطف ما نراه كفيلا بتفسير الظواهر المدروسة من اتجاهات مختلفة ، و هكذا اقتبسنا من علم اللغة التاريخي بعض وجهات نظره و شيء من نتائجه ذات الصلة ، و كذلك صنعنا مع علم اللغة الوصفي . يترتب على طرحنا السابق أن موضوع بحثنا ليس التوجيه اللغوي للقراءات كما قد يوحي بذلك عنوان الرسالة ، و إنما دراسة التوجيه اللغوي للقراءات عند أبي جعفر النحاس من خلال كتابه إعراب القرآن ، و الفرق المتأتي عن ذلك كبير، فإذا كان أبو جعفر قد درس القراءات متوسلا بالنظرية النحوية ، فإننا في بحثنا قد اتخذنا دراسته هذه موضوعا للدراسة ، فعملنا إن جاز لنا التعبير دراسة من الدرجة الثانية . إن غاية أبي جعفر من دراسة القراءات هي على العموم تفسير ما اشتملت عليه من ظواهر لغوية مختلفة و تبسيطها حتى تكون في متناول فهم قارئ مفترض ليس له من اطلاع على علوم اللغة إلا النزر اليسير ، و من جهة ثانية محاولة التوفيق بين ما شذ من هذه القراءات لغويا و بين ما تقتضيه القواعد النحوية ، أما غايتنا نحن فمختلفة ، و يمكن القول تلخيصا لها أنها مراجعة لعمل أبي جعفر و نقد له ، ليس فقط في ضوء مفاهيم النحو العربي ، و إنما أيضا باستلهام بعض الثوابت المعمول بها في الأبحاث اللسانية الحديثة ، و هو الأمر الذي مكننا من إعادة ترتيب مادة البحث عند أبي جعفر، و تعميق فهمنا للظواهر التي عالجها و تسليط مزيد من الضوء عليها ، و تقييم النتائج التي توصل إليها . تأتلف رسالتنا من مدخل وثلاثة فصول سبقتها مقدمة اشتملت كما هو معهود على تحديد موضوع البحث و دوافع معالجته ، و تناولنا في التمهيد التعريف في إيجاز و تركيز في الآن نفسه بحياة صاحب المدونة المدروسة أبي جعفر النحاس ، تلاه التعريف بأهم المضامين التي حواها كتابه إعراب القرآن ، هذا عن التمهيد أما الفصل الأول فتم التعرض فيه إلى مسائل نظرية بدا لنا أنه من الضروري مقاربتها تمهيدا لصلب الدراسة ، و هكذا فقد بادرنا في المبحث الأول إلى ضبط مصطلحي القراءة القرآنية من جهة و التوجيه اللغوي من جهة أخرى من الناحية اللغوية و المفهومية معا ، و ألحقنا هذا بمبحث اسعرضنا فيه ما بين القراءات القرآنية و لهجات العرب القدماء من وشائج ، و اقتصرنا من هذه اللهجات على لهجة الحجاز و لهجة تميم لسعة انتشارهما على ألسنة القراء قياسا إلى باقي اللهجات ، أما المبحث الثالث فيتحدد إطاره في بحث مكانة القراءات من الدرس النحوي من حيث موقف النحاة منها باعتبارها مادة للاستشهاد يستمدون منها أصولهم و يبنون عليها قواعدهم ، و بيّننا كيف اختلفت مواقفهم منها باختلاف مدارسهم و عصورهم ، و ما ترتب عن هذه المواقف من قبول للقراءة و توجيه لها في أحسن الأحوال و تضعيف و ردّ لها في أسوئها . و انصبت مادة الفصل الثاني في حدود دراسة الظواهر الصوتية و الصرفية في مادة القراءات التي كشف لنا الاستقراء التام ارتفاع معدل تواترها في كتاب أبي جعفر ، فكان أن تناولنا الهمز و الإدغام و الإتباع و التخفيف على التوالي ضمن المستوى الصوتي ، و في الصرف عالجنا الفعل من حيث التجرد و الزيادة ، و الفعل من حيث اختلاف حركة عين المضارعة ، ثم الفعل من حيث البناء للمعلوم و البناء للمجهول ، و في الأسماء الاختلاف بين المصدر و اسم المصدر ، و الاختلاف في المشتق ، وأخيرا الاختلاف بين المفرد و الجمع . أما الفصل الثالث فأفردناه للأوليات النحوي التي توسل بها أبو جعفر النحاس في توجيه القراءات ممثلة في الحذف ، و الحمل على المعنى و الإعراب على الموضع ، و خلصنا في الخاتمة إلى أهم النتائج التي تمخضت عنها دراستي هذه .

Item Type: Thesis (Masters)
Subjects: P Language and Literature > PV Arabic
Divisions: Faculté des Lettres et des Langues > Département de langue arabe
Depositing User: Users 39 not found.
Date Deposited: 23 Nov 2014 11:01
Last Modified: 23 Nov 2014 11:01
URI: http://thesis.univ-biskra.dz/id/eprint/825

Actions (login required)

View Item View Item