المتغيرات الاجتماعية لتصور المرض وأساليب علاجه دراسة ميدانية بمدينة بسكرة

صولة, فيروز (2014) المتغيرات الاجتماعية لتصور المرض وأساليب علاجه دراسة ميدانية بمدينة بسكرة. Doctoral thesis, Université Mohamed Khider Biskra.

[img]
Preview
Text
المتغيرات الاجتماعية لتصور المرض وأساليب علاجه دراسة ميدانية بمدينة بسكرة.pdf

Download (6MB) | Preview

Abstract

تعالج هذه الدراسة الموسومة "المتغيرات الاجتماعية لتصور المرض وأساليب علاجه- دراسة ميدانية بمدينة بسكرة" فالمرض لا يزال يشكل قضايا مهمة وأحيانا غامضة ومعقدة، لدى الكثير من الأفراد في المجتمع، وكذا للعديد من الدراسات البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، والثقافية، والأنثروبولوجية... ففهم المرض وتصوره قضية في غاية الجدية والخطورة، لأن عملية فهم المرض وتصوره تحدد سلوكيات الأفراد في مواجهة المرض، فالتصور الخاطئ للمرض ينجم عنه سوء اختيار العلاج المناسب للمرض. غير أن هذه التصورات المرضية لن تأتي نتيجة الصدفة، بل هناك عوامل ومتغيرات اجتماعية تتحكم في فهم وتصور المرض، وكذا تحديد العلاج، مما جعلنا ننطلق من التساؤل التالي: ما هي المتغيرات الاجتماعية المؤثرة في فهم ولتصور المرض؟ وكيف تؤثر هذه الأخيرة في تحديد العلاج المناسب؟ ومن ثمة فهذه الدراسة تهدف إلى توضيح أن عملية فهم المرض، وتصوره، وتحديد أساليب علاجه لا يتحكم فيها الشخص المريض فحسب، أو الأطباء المعالجين فقط، بل هناك متغيرات اجتماعية مختلفة تحدد إرادة الأفراد وسلوكاتهم، وتوجيههم لمختلف الأشياء والظواهر المرتبطة بصحتهم، ومرضهم، وعلاجه، من خلال وضع ثلاثة فرضيات جزئية تهتم بتوضيح ( دور المتغيرات الخاصة بنوع وخصائص المرض، ودور الجماعة المرجعية، وكذا الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشخص المريض، ودور المعتقدات الثقافية والدينية في التأثير على تصور المرض واختيار العلاج المناسب). وللإجابة على التساؤل الرئيسي وتحقيق طروحات الفرضيات الواردة في هذه الدراسة، اعتمدنا على تفسيرات نظرية من خلال خمس فصول نظرية بما تحتويه من دراسات ونظريات، تضمن الفصل الأول الإطار المنهجي للدراسة أهمها الاتجاهات النظرية والمفاهيم الأساسية للدراسة والدراسات السابقة والمشابهة، الفصل الثاني حول المرض أصنافه أعراضه ونظرياته، الفصل الثالث حول التصورات الاجتماعية والثقافية، الفصل الرابع حول أساليب علاج المرض بما فيها الأساليب الحديثة والشعبية والتقليدية. ولتجسيد هذه القضايا امبريقيا اتبعنا خطة منهجية للوقوف على أهم المتغيرات الاجتماعية التي طرحناها في فرضيات الدراسة، فقد اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي عن طريق منهج وأداة دراسة الحالة، الذي يمكننا من الحصول على بيانات كمية وكيفية، ونتائج تفصيلية حول الدراسة، حيث اخترنا 29 حالة من بينها 25 حالة تمثل أمراض عضوية ونفسية واجتماعية وعصبية، و4 حالات لمرضى يعانون مرض عقلي. كما تمت الاستعانة بكل من أداة الملاحظة بالمشاركة والمقابلة لبعض المعالجين، للإحاطة بالظاهرة في مختلف جوانبها. وبتطبيق أساليب الوصف التحليلي الكيفي ومقارنة بعض بيانات ونتائج حالات الدراسة، وكذا الاعتماد على بعض أساليب الاحصاء الوصفي البسيط، خلصت الدراسة إلى النتائج العامة التالية باختصار: - أعراض المرض ومعدل تكرارها ومدى خطورتها أحد أهم المتغيرات المؤثرة في فهم وتصور المرض، وفي اللجوء لطلب العلاج، والتخوف من المرض، خاصة إذا كانت هذه الأعراض تصيب أحد الجوانب الأساسية المحيطة بالشخص المريض، كما تمثل غرابة بعض الأعراض المرضية عنصرا مهما يجعل من المرض رموزا ومعاني روحية ميتافيزيقية تتحدى سيطرة الطب الحديث. - هناك تأثير واضح للجماعة المرجعية حول تصور المرض لدى المريض بنسبة 54،94%، وفي اختيار المريض العلاج المناسب بنسبة 74،94%، كما للمعالجين دور هام في تصور المرض بنسبة 63،15%. - تؤثر الظروف الاقتصادية السيئة بشكل غير مباشر على تصور المرض بنسبة 26،31%، حين تقف كعائق في الحصول على التشخيص والعلاج المناسب للمرض، خاصة لدى الفئة الفقيرة من المرضى. - تؤثر الظروف الاجتماعية السيئة بشكل غير مباشر في فهم المرض وإتباع العلاج المناسب بنسبة أكبر بين الاناث بـ 47،6%، خاصة إذا تعلق الأمر بالاعتقاد بالسحر، والمس، والحسد، كعوامل روحية للمرض، وكذا العلاج عند الطالب أو الراقي. - تمثل العناصر الثقافية بما فيها الثقافة الشعبية، والدينية، والحديثة، والمستوى التعليمي، لدى المرضى متغيرات بالغة الأهمية في تصور المرض وتحديد العلاج المناسب في إطارها، بحيث خلصت الدراسة أن تأثر الأشخاص المرضى بالثقافة الشعبية يفوق 60% بين مختلف المستويات التعليمية، ويفوق نسبة 37% بين الجامعيين، وفي مختلف الأمراض. - بينما كان تأثير الثقافة الحديثة بنسبة 100% في تصور المرض، و80% في اختيار العلاج. - كما لثقافة الطب البديل تأثير على تصور المرض وعلاجه في إطارها خاصة بين الذين يأخذون مستويات تعليمية عالية بنسبة 80%، وينقص تأثيرها وأحيانا ينعدم بين الأميين وذوي المستويات التعليمية المنخفضة. - وللثقافة الدينة دور مهم وبارز في تصور المرض، وعلاجه بين أفراد الدراسة حيث كانت نسبة الاعتقاد الديني للمرض وعلاجه ضمن الثقافة الدينية 75% إلى 100% بين مختلف المستويات التعليمية، ومختلف الأمراض بما فيها الأمراض العقلية. وهذا يعني أن المتغيرات التي طرحناها في فرضيات الدراسة تجعل المريض بشكل عام لا يملك السيطرة بمفرده حول تصور المرض واختيار العلاج، فهو عرضة لمختلف تلك المتغيرات، خاصة في حالات الأمراض المستعصية، غير الواضحة، وصعبة العلاج.

Item Type: Thesis (Doctoral)
Subjects: H Social Sciences > H Social Sciences (General)
Divisions: Faculté des Sciences Humaines et Sociales > Département des sciences sociales
Depositing User: Bouthaina Assami
Date Deposited: 22 Jun 2014 08:55
Last Modified: 11 Jan 2018 08:25
URI: http://thesis.univ-biskra.dz/id/eprint/85

Actions (login required)

View Item View Item